رغدة جمال: أصدرت ديواناً بالإنجليزية لأنقل للعالم الخارجي أننا «ليس ما تتصورونه»
المصدر أونلاين - خاص
الخميس 18 أبريل 2013 11:41:26 صباحًا
حاورتاها: ثناء القاعي - جهاد علي
صحفية وشاعرة يمنية من فضاءات الوطن الواسعة والمتشابكة تشكل همها وحلمها بالخروج بوطن آمن ومواطن محباً لوطنه. ساهمت في نقل ما تعانيه المرأة بِمدادها وحبرها الفريد. فأصدرت أول ديوان صادر باللغة الإنجليزية في اليمن تحدثت به عن المرأة. كان للثورة اليمنية نصيب من أشعارها فأصدرت ديوانها الثاني «عن ثورة ما» (Once Upon a Revolution).
رغدة جمال رمز من رموز الثقافة اليمنية الشبابية، درست اللغة الإنجليزية .. كتبت وخلدت الكثير من الأحداث والمشاعر للعالم بتلك اللغة..
لم تكفِ باللغة الإنجليزية فقط في كتابتها فقد كتبت أيضاً في الصحافة العربية باللغة العربية..
^^^^^^^^
- كيف كانت بداية رغدة في مجال الصحافة؟
بدأت في العام 2008 كمحررة ثقافية في صحيفة «يمن أوبزرفر»، وبعد ذلك انتقلت لأكتب بالصحافة العربية.
- ما دافع ولادة ديوانك الأول «تائهة بين طيات حكاية»؟ وعن ماذا يتحدث؟
ديواني هذا كان حصيلة كتابة 4 سنوات. منذ دخولي للجامعة وأنا أكتب كنوع من تفريغ الضغوط الذي تواجهها الطالبة في جامعة صنعاء. بشكل عام يحتوي الديوان على 33 قصيدة تتحدث عن تسع مراحل قد تمر بها المرأة؛ إن كانت تلك المراحل تمثل مرحلة الصداقة أو الحب أو الوطنية أو إيجاد لهويتها ..الخ
الديوان كان بالنسبة لي عبارة عن تكاتف جهود مجموعة من الاصدقاء. فقد نشرت الديوان بمالي الخاص، لأنني لم أفكر أن أذهب إلى أي دار نشر لتأكدي بأنها لن تنشر ديواني طالما هو باللغة الإنجليزية. هكذا ذهبت لطباعته لدى زمائي في صحيفة يمن أبزرفر، واتفقت مع صديق أمريكي لمراجعته لي .. زميل أخر أخرج الكتاب، وزميلتي صورت غلاف الديوان، وأخي من صمم لي الغلاف بشكله النهائي.
- ولماذا اخترتِ أن توقعيه في ساحة التغيير بصنعاء؟
وقعت ديواني الأول في أبريل 2011 ، وقتها كانت الثورة في أوجها، الا أن نفسياتنا كانت محبطة جدا بعد إعتداء جمعة الكرامة. لهذا أردت أن أقوم بفاعلية مغايرة تثير السعادة والفخر في نفوس زملائي .
- متى أصدرتي ديوانك الثاني «عن ثورة ما» (Once Upon a Revolution) ؟
بعد ديواني الأول بسنة ونصف؛ تحديدا في سبتمبر 2012 . وقمت بتوقيعه ايضا في ساحة التغيير بصنعاء.
- وهل كانت طريقة نشره مثل طريقة ديوانك الأول؟
لم أرد يومها أن يتم تصنيفي بحسب ميول الناشر السياسية اي كانت ؛ لذا فضلت أن أنشره بمالي الخاص تماما كما حدث في الديوان الأول.
- وممّ يتألف ديوانك الثاني؟
الديوان ينقسم إلى قسمين: 13 قصيدة و13 صورة التقطتها أنا. في هذا الديوان لم أتحدث عن حقائق تاريخية بقدر ما نقلت إحساسي واحساس الثوار تجاه 26 موقف مختلف من مواقف الثورة.
- ولِمَ اخترت اللغة الإنجليزية بدلاً عن اللغة العربية في ديوانيكِ؟
في ديوان "عن ثورة ما..." تحدثت عن الاعتداءات التي تعرضنا لها كثوار؛ أنا لا أحتاج لأن أخبرك ما شعرنا حين سمعنا "عتاب المنيعي" تنعي والدها أو حين رأينا إصابة "سليم الحرازي"... لم يكن هدفي أن أوصل صوتي لليمنيين لأنهم عاشوا ما عشته. كان هدفي أن يشعر المجتمع الدولي بتلك المشاعر؛ أن يعلموا أن هناك فتيات مثقفات ومتعلمات يستطعن كتابة الشعر باللغة الإنجليزية ونقل أحاسيسهن تجاه كل المشاعر التي عشناها.
في ديواني الأول «تائهة بين طيات حكاية» أردت أن أوصل رسائل أخرى للمجتمع الدولي ، حيث أن هناك قصيدة عبرت فيها كم نحن فخورات باللون الأسود الذي نرتديه، فلا داعي لأن يفتعل بعض الحقوقيون ضجة عن كوننا مكبوتون بهذا اللون! هي إذا مجرد مشاعر أردت أن أنقلها للمجتمع الدولي أننا «ليس ما تتصورونه».
- هل شعرتِ أن نجاح ديوانك الأول أعطاكِ دفعة لنشر الديوان الثاني؟
القضية قضية ثورة. شعرت أن ثورتنا يجب أن توثق وتؤرخ، وأن تعرف الاجيال القادمة عن المغالطات التي تحدث الان في التسميات كمن يسمون الثورة "أزمة" أو الإنضمام إلى "إنقلاب".
ندرك جيدا أن إدراج"ثورة فبراير" في المناهج الدراسية ستأخذ وقتاً طويلاً، لهذا أومن أن الدور الحقيقي للمثقفين هو تأريخ الثورة في روايات أو قصص قصيرة. لا يجب علينا إنتظار الطرف الثاني أن يصّيرها أزمة.
- برأيك ماسبب هذا التخاذل من الروائين والكتاب والشعراء اليمنيين في الكتابة عن الثورة؟
أعتقد أن الدعم المادي يلعب دوراً كبيراً. وايضا عدم وجود دور للنشر تتكفل أن تنشر مثل هذه المواضيع، والمؤسف أن داعمي الثورة لا يدعمون أدباءها.
- من الذي شجعكِ للمُضي في مجال الكتابة أو الصحافة بالأصح؟
أنا مدينة بالفضل للأستاذ زيد العلايا رئيس تحرير صحيفة يمن أبزرفر، لأنه أول من آمن بي وأعطاني فرصة تحرير الصفحة الثفافية في الصحيفة.
وأساتذتي في الجامعة أيضاً دعموني حيث كان حصولي على جائزة شاعر جامعة صنعاء – النص الانجليزي- في العام 2008 أعطاني دفعة قوية، وشجعني على نشر أشعاري.
- لِمَ لم تتخصي إعلام برغم ميولك الصحفية والإعلامية؟
بعد أن تخرجت من الثانوية كان عمري حينذاك 18 سنة، كنت أرى أن تخصص اللغة الإنجليزية أفضل لي، لأنه كانت تستهويني فكرة تدريس لغة ثانية وخاصة الإنجليزية. أنا فخورة بتخصصي هذا بالرغم من تركيزي على المجال الإعلامي.
- حدثينا عن الجوائز التي حصلتِ عليها..
في عام 2009 _2010 تكرمت من قبل خمسة وزراء مختلفين. كرمني وزير الإعلام مرتين؛ مرة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة ومرة أخرى بمناسبة حوزي على المركز الأول في إحدى المسابقات الصحفية الحقوقية من خلال تقرير كتبته حول الزواج المبكر ونشر في صحيفة الجمهورية. كما كرمني وزير الثقافة ايضا مرتين تقديرا لتغطياتي الصحفية للفعاليات الثقافية خلال العامين 2009 و 2010.
بالاضافة على تكريمات من وزير التربية، ووزير التعليم المهني، ووزير الصحة .
- وهل ترين أن تلك الجوائز كافية لأن تنهض بالثقافة العربية إلى مصاف الثقافات العالمية الأخرى؟
بالتأكيدلأنها بمثابة الدافع للكاتب، فهي تشعرك بأهميتك وبأهمية كلمتك وبالتالي يتولد الإبداع . وبحكم أنني خريجة كلية التربية فإنني مؤمنة جدا بمبدأ الثواب والعقاب الذي يشكل الدافع للمرء.
- برغم نجاحاتك وتكريمك من أكثر من جهة .. هل تخلل سيرك أي عثرات أو معوقات؟
في ديواني الأول واجهت العقبة الأولى وهي عدم تقبل محيطي فكرة نشري لديوان باللغة الإنجليزية، إذ لا يتوفر جمهور قارئ باللغة العربية بالأساس حتى يكون هناك قارئ للغة الإنجليزية!
لكني كنت مصممة على نشر ديواني سواء قرأه الجمهور أم لا، لإيماني أن الوقت حان لأن يعرف العالم أن هناك نساء يكتبن باللغة الإنجليزية، وجاء الوقت أيضاً لأن يتعرفوا على مشاعرنا كنساء.
- حدثينا عن دورك في الثورة الشبابية؟
كنت موجودة في ساحة الثورة من بدايتها من فبراير 2011. البدايات كانت رائعة حقاً، كنا فخورين بالثورة وبالحفاوة والامتنان الموجودة في وجوه الناس حينذاك.
كوني من الشباب المستقل داخل الساحة - الذي لاينتمي لأي تيار حزبي- ؛ كانت أول عقبة واجهناها هي إنسحاب الأدباء وقادة الرأي والمفكرين من الساحة بسبب إنضمام الفرقة أولى مدرع للثورة. بغض النظر عن تيارتهم السياسية وقناعاتهم إلا أن تركهم لما يؤمنون به فقط لأن طرف أخر انضم اليهم كان يمثل خذلانا كبيرا لنا نحن الشباب المستقل.
العقبة الثانية التي واجهتنا هي وجود الاحزاب السياسية داخل الساحة التي كانت ومازالت تسعى لمصلحتها الخاصة . وهناك العديد من العقبات التي واجهتنا والتي ما زلنا نعاني منها حتى اللحظة .
- هل ترين أن فرص العمل للرجال أكثر منها للمرأة؟
لدى النساء كثير من الفرص للعمل في الوسط الصحفي، إلا أننا نواجه مشكلتان: الأولى الوضع المادي المتدني والذي يعاني منه ايضا زملائنا الشباب . ثانيا أننا لا نستطيع أن نحصل على ترقيات، حتى إن رئيس تحرير إحدى الصحف التي أعمل بها زكاني ذات مرة بأن أصبح سكرتيرة التحرير لكن الناشر لم يقبلها متحججاً بكوني إمراة.. وكيف لإمرأة أن تصبح سكرتيرة تحرير، قائلا: هل ستأتي بالليل و«تخزن» مع الشباب!
- هل واجهتِ صعوبة في التوفيق بين عملك وبيتك؟
لله الحمد أنا متزوجة من الصحفي صدام الكمالي، زوجي مثقف ومتعاون ومتفهم، يدعمني كثيراً ، وهو مؤمن أن نجاحي نجاحا له، ولهذا لم ألحظ أن هناك فرقاً في حياتي قبل الزواج أو بعده.
- من هم كتابك المفضلون؟
أحب أن أقرأ للشاعرة الأمريكية "إيملي ديكينسون" لأن لها نمطاً فريداً في الكتابة، ومن الشعراء العرب يعجبني "فاروق جويدة"، ومن اليمن أحب شعر "سوسن العريقي" .
- هل ترين أن الإقبال على قراءة الرواية تقدم على حساب الشعر في الوطن العربي؟
في اليمن الشعر دوره طاغٍ أكثر من الرواية، الشعراء يحصدون فرصهم في هذا المجال وينشرون أكثر، لكم أن تعدوا كم لدينا من شعراء وكم روائيين أو روائيات، ربما لأن الرواية تحتاج لوقت أكثر لإنجاز عمل أدبي متكامل.
لدينا في الساحة الأدبية "سوسن العريقي" هي شاعرة ومخرجة وثائقية تستحق تسليط الضوء عليها أكثر من أخريات لم يقدمن شيئاً لليمن وبرزْن أكثر. وأيضاً الروائية د.نادية الكوكباني دكتورة في كلية الهندسة وروائية تم اختيارها لثمثل النساء المستقلات في مؤتمر الحوار الوطني .
- كيف تنظرين إلى واقع الصحافة اليوم بعد الثورة؟
طبعا هناك تغيير ملحوظ في جانب صحافة المواطنة. أصبح الآن بعد الثورة في اليمن أي مواطن هو صحفي، أي مواطن يمتلك هاتف محمول أو كاميرا يتوجه الى الساحة ليلتقط الصورة ويكتب الخبر، صحافة المواطنة انتشرت بطريقة مهولة. برأيي أصبح للصحافة الآن هيبة مختلفة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق