قتلوا الملاك كالإرهابي..




بقلم رغدة جمال
21 اكتوبر 2011

منذ أن سمعت خبر قتل الطفل (عبدالرحمن العولقي) والغصة لم تفارقني ،، صحيح اننا قد اعتدنا منذ تسعة أشهر متواصلة سفك (علي صالح) لدمائنا، الا أن استهداف صاروخي لمجرد مراهق أقرب سنا الى الطفولة فاق كل التوقعات !!
ولماذا يرى (علي صالح) أن هذا الطفل يستحق الاستهداف؟!  فقط لانه ابن الشيخ ( أنور العولقي) !! وكأن (علي صالح) لم يكتفي بتقديم الشيخ  (أنور العولقي)  قربانا للحكومة الامريكية هاهو بعد اسبوعين يقدم لهم قربانا اخر!

(عبدالرحمن) يبلغ من العمر ستة عشر ربيعا ، فهو تحديدا مولود في السادس والعشرون من اغسطس 1995 وليس كما ادعى الإعلام اليمني الرسمي التعيس والإعلام الإمريكي الاتعس بانه يبلغ 21 عام لينكروا قتلهم الشنيع لمجرد طفل!!

كان مجرد طالب في الصف الاول ثانوي في مدرسة العالمية في محافظة صنعاء الذي يقطن فيها منذ العام 2002 .  يُعرف (عبدالرحمن) بين أوساط عائلته واصدقائه بأن شخصيته متسامحة لأبعد الحدود ، هو لطيف و ودود  "ما يعرف يضارب حد ولا يزعل من حد ولا حد اصلا يسخى يزعله " بحسب تعبير احدى قريباته !!
اترى  ذاك الطفل الذي لا يطاوع قلب اي شخص يراه أن يحزنه ، يستحق إستهداف صاروخي !!
أيستحق طفل -
مرح، بشوش، ذكي، يحب المغامرة ، ويحب الحيوانات والحشرات- القتل من إدارة ( اوباما )؟؟!
أيستحق مراهق - يحب المسابقات الثقافية ويهوى السباحة-  إستباحة دمه من نظام (علي صالح) ؟؟!

يُقال أن (عبدارحمن ) هو أكثر أولاد الشيخ ( أنورالعولقي)  براءة وطفولة بالرغم من انه أكبرهم، ولا أحتاج أن ابذل مجهودا للتأكد من هذه المعلومة فصور (عبدالرحمن) تشي ببراءة و حب للحياة كبير قل أن رأيته في صور من هم في مثل عمره .

تقول قريبته : " عبدالرحمن كان يفضل الجلوس في المنزل ، فهو من الشخصيات البيتوتية التي تحب العائلة وتعطف على اخوتها  " وتستطرد " لم يكن يحب لعب كرة القدم كثيرا .." و يقول أحد زملائه المقربون : "كان دائما يأخذنا معه الى الجامع لنصلي "

(عبدالرحمن) من المقيمين في صنعاء الا انه سافر الى محافظته شبوة قبل مقتل والده بحوالي الاسبوع ، تاركا لوالدته رسالة وداع قائلا لها " سامحيني أنا بروح اشوف بوي " وحين تم الاعلان عن موت والده الشيخ (أنور العولقي)
  اتصل (عبدالرحمن) بأهله ، فترجوه  فيه أن يعود الى صنعاء فكان رد (عبدالرحمن) : " طيب ، بس مش الان"

إحدى صور بروفايل الفيس بوك التابع لـ(عبدالرحمن) كانت تقول "البحث عن الحقيقة" وأخرى "الشعب يريد محاكمة النظام" وكأنك كنت تعلم انه سيأتي اليوم الذي سننبش فيه حقيقة إغتيالك يا (عبدالرحمن) .. دعني أخبرك أن الشعب سيحاكم هذا النظام لأجلك !

إدعّو أن إستهدافك انت وقريبك ( أحمد) ذو السبعة عشر ربيعا كان إستهداف لجماعة ارهابية !!  لو أن الإرهابي بنظرهم هو ما يمثله (عبدالرحمن) ذو الستة عشر ربيعا فأني لأود العيش في عالم يملئه الارهابيون..
والله انها كبيرة لأن سكتنا على جريمة كهذه ،، جريمة قتل الطفولة اليمنية على اراضي يمنية !!

وإنها لجريمة ستضاف الى تاريخك الاسود يا (علي صالح
(.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق