المصور حسام صفوان لـ (الأولى) :


نحن الجيل الذي صنع فرقاً في حياة شعبه

حسام صفوان خريج إدارة أعمال وحاصل على دبلوم فني تصميم إعلاني وإخراج صحفي. قامت ثورة الشباب وحسام  في طور الالتحاق بعمله الجديد كمخرج صحفي بوكالة الأنباء اليمنية سبأ بصنعاء، بالرغم من هذا لم يتردد في زيارة الساحة في أيامها الأولى.
هناك لاحظ  الإنتاج الغزير للمنشورات والصحف الصادرة من الساحة و رأى نفسه قادراً على الإسهام بإخراجها بشكل أجمل يليق بالحدث مستعيناً بالصورة الصحفية المكملة لمجاله.
الأولى التقت بحسام ضمن لقاءاتها مع مصوري الثورة، وكانت هذه الحصيلة :

حاورته رغدة جمال
23 فبراير 2012


-         
كيف ترى الثورة اليمنية؟
لم أكن أتوقع أن ما رأيته في تونس تليها مصر سيأتي يوم ويحدث في اليمن من إسقاط نظام. الثورة إستطاعت - بصبر وعزيمة وقوة وثبات الشباب وتوفيق من الله سبحانه وتعالى - إزاحة الظلم والخوف وتحقيق ماكنا نراه أمل بعيد رغم التحديات والعراقيل الخارجية والداخليه المختلفة.


-          كيف قادتك الثورة الى التصوير ؟
من البداية كنت أخرج مجموعة من صحف ومنشورات الساحة وكنت إن إحتجت صوراً عن حدث معين أو مسيرة أو إعتداءات أو صوراً لشخصيات من الساحات أستعين بالزملاء في المركز الإعلامي لساحة التغيير ومراكز إعلامية أخرى ومن النت، إلا أني كثيراً لم أكن أجد ما يشفي ظمأ المصمم والمخرج الصحفي من الصورة من حيث الجودة والدقة والزاوية الإبداعية المطلوبه، فلكل مصمم حس فني معين.
 ولأن الصحف لم تكن منتظمة الصدور؛ لجأت للتصوير الفوتوغرافي بالساحة، هكذا قمت بتصوير حياة الخيام، حياة مجتمع جديد يتشكل ، صورت الأسرة اليمنية في الساحة، وصورت إحتفالات الساحات بالأعياد الوطنية وإيقاد مشاعلها، قمت بتصوير المسيرات والإعتداءات عليها وهتافاتها ومع أنني لا أصور الدم والقتل لكن إن كان يصادفني إعتداءات وقنص وإسعاف جرحى في المسيرات لا أتردد بتصويره .


-          هل غيرتك هذه الثورة ؟
بلا شك.  غيرت نظرتي للمرأة اليمنية، وطريقة تفكيري من حيث الرغبه في الإنتاج والمساهمة والعمل بروح الفريق الواحد أكثر مما قبل وبلهفة أكثر للتميز.


-          هل يتغير إحساس المصور وهو يشارك في الحدث الذي يلتقطه؟
نعم فإن سرت بمسيرة قابلها اعتداء. أبحث سريعاً عن مكان آمن أختبئ فيه طالباً من الثوار تتنبيهي إن رأوا قناصاً فيحيطون بي وأظل أصور القناصة ورشاشات مياه المجاري على الشباب، وقتها لا أفكر بنفسي وأنسى الخوف تماماً،  ولاحقاً عندما اشاهد صوري أندهش على الجرأة التي واتتني حينها. لذا أعيش اللحظة ناسياً كل شيئ آخر ولا أفكر إلا بما أراه والحمد لله الحافظ.


-          هل شعرت ذات مرة بانبهار بحدث ما استعطت تجميده من خلال عدستك ؟
نعم، تحديداً في أول مسيرتين حين عبر الشباب شارع الزبيري من جولة الستين قمت بتصوريهم خطوة بخطوة وكنت شاهداً على مالاقتاه من رشات ماء وقذائف.  يومها أسمى الشباب جولة كنتاكي بجولة النصر.
عموماً هناك جو تنافس شريف بين المصورين ، كلنا نعمل سوياً كاخوة ، الكل يصور ونعجب بصور بعضنا البعض وللأمانة فكثيراً من المواقف لم أكن شاهداً فيها لكنني ومن خلال صور بقية الزملاء أشعر بوجودي وانبهاري فيها.


- الى هذه اللحظة .. ما اكثر صورة تفتخر انك وثقتها لتاريخ الثورة اليمنية ؟
كما قلت لك سلفاً، أفتخر جدا بتصويري لأول مسيرتين عبرت شارع الزبيري من اتجاهين مختلفين. هناك أيضاً صورة يقول كثير ممن شاهدها إنها من أجمل صور الثورة اليمنية؛ كان يوم جمعة وأتنقل بين الصفوف أصور المصلين فلمحت من بعيد أباً يركع وفوق ظهره ابنته الصغيرة ممسكة بظهره معلقة عليه وعلى الفور هرولت نحوها لأصورها.  كان والدها ساجدأ وهي على ظهره وما إن لمحتني أصورهما حتى إلتفتت لي وأشارت بعلامة النصر للعدسة وهي مبتسمة وساجدة فوق ظهر أبيها الساجد.  
حين أكمل والدها صلاته وعدته انه سيرى الصور على صفحتي بالفيس بوك أو بصفحة المركز الإعلامي، وفي اليوم التالي أخبرني الزميل حسين مغرم -المثابر بالمركز- أن والد الطفلة زار المركز ومعه فلاش ديسك وكان فرحاً مسروراً وهو ينسخ صور ابنته من الأرشيف لأنه لا يملك حساب فيس بوك وكانت ترتسم على وجهه ابتسامة عريضة، وحسين يقول له إن صور إبنته وصفت بأنها من أجمل صور الثورة حتى الآن .

-          حدثتي عن مشاركتك الخارجية في لبنان، وعن انطباعات الاخوة العرب عن الثورة اليمنية.
تلقيت دعوة للمشاركة بمؤتمر"اليمن الذي نريد" الذي عُقد بالعاصمة اللبنانية بيروت في يناير2012 وأقمت على هامشه معرض صور بالمشاركة مع صور الزميلة نادية عبد الله ؛عرضنا أجمل ماصورناه في الساحات.

الأخوة اللبنانيون ينظرون للثورات العربية بنظرات مختلفة ولهم فيها أراء عدة، إلا أنهم وعلى إختلاف مشاربهم وأطيافهم وثقافاتهم ينظرون للثورة اليمنية بإعجاب ويمتدحون الشباب اليمني ويشدون على أيديهم ، فهم يرونها الثورة الأحق بالتقدير، وهذا يجعلني فخوراً أنني من أبناء جيل إستطاع أن يصنع فرقاً في حياة الشعب، وإن لم نجنِ ثمار هذه الثورة، فالأكيد سيجنيها أبناؤنا من بعدنا.

هناك تعليق واحد:

  1. ما اروع حسام وما اجمل صورة إنسان رائع جداً يشعر بالإسنانية ويستمتع بجمال الطبيعة ويجعل من الداقائق التي يراها تأريخ لا ينسى من خلال كاميرته .. فهو عين المشاهد والغائب .. له كل حبي وتقديري الكبير...

    عبدالسلام الأهدل

    ردحذف