محمد المعلمي لـ(الأولى):




قلب المصور هو من يلتقط الصورة قبل عدسته

محمد أحمد المعلمي من الأسماء التي عُرفت بتغطيتها المتميزة لفعاليات وأحداث ساحة الحرية بمحافظة إب، طوال فترة الثورة. كان محمد ومازال يعمل كمهندس حاسبات، إلا انه يهوى التصوير منذ قرابة 5 سنوات حيث بدأ بتصوير الخضرة والطبيعة للمحافظته الخضراء. حين بدأت الثورة انخرط في مجال التصوير الثوري الفوتغرافي وقبل ستة أشهر بدأ محمد بتوثيق الفيديو لعدة قنوات تلفزيونية.

الأولى التقت بمحمد ضمن لقاءاتها مع مصوري الثورة، وكانت هذه الحصيلة :
حاورته رغدة جمال
22 مارس 2012


-كيف ترى الثوره اليمنية؟
الثورة اليمنية أخرجت الشعب من الظلمات إلى النور، ومن ضيق الأسره الحاكمة إلى سعة الدولة المدنية.
كنت أتوقع الثورة اليمنية منذ نعومة أظافري، كوني لم أجد بلداً فيه خيرات مثلما في يمننا الحبيب، ومع ذلك تجدينه شعباً مظلوماً تحول من شعب عريق إلى شعب متسول نتاجاً لحكم الأسره والفرد.

- كيف قادتك الثوره إلى التصوير؟
هوايتي في التصوير بدأت منذ الصغر، وخاصة تصوير جمال محافظة إب. ومنذ عام قادتني حشود إب الضخمة وشهداؤها الأطهار و حرائرها لإلتقاط صورهم ونقلها للعالم، خاصة أن محافظة إب مظلومة منذ الأزل في كل شئ حتى ثوارها .

- كيف كانت بدايتك في التصوير في الثورة اليمنية؟
في أول خروج للثوار بمحافظة إب كنت مع بعض الشباب نشكل لجنة حماية للثوار. إلا أني قررت بعدها أن أبدأ مشوار توثيق الثورة، وذلك لأن غالبية المغتربين والمتواجدين على صفحات النت والفيس بوك، هم من أهل هذه المحافظة، لذا أردت أن أريهم ما يحدث في محافظتهم.  

- هل غيرتك الثورة؟
الثورة اليمنية غيرت شعباً بأكمله، وأنا منهم. استطاعت الثورة بسلميتها قلع متجبر مستبد ظل يحكمهم 33 عاماً، فكيف لن تغّير فيّ وأنا أرصدها بعدستي، إضافة الى أن المصور قبل أن يتلقط الصورة بعدسته يلتقطها قلبه، فتتحرك اليد تلقائياً لتصنع الصورة الثورية الرائعة.

- هل يتغير إحساس المصور وهو يشارك الحدث الذي يلتقطه ؟
التصوير بحد ذاته هو إحساس مرهف. نجد الكثير يلتقط أجمل الصور الثورية بكاميرات عادية، لكن حسه الفني هو من يصنع جمال الصورة، لذا الكثير من المصورين -وأنا منهم- ستجدين لهم صوراً رائعة التقطت بكاميرات شخصية؛ وكما قلت لكِ سابقاً قلب المصور هو من يلتقط الصورة قبل عدسته.

-ما الشعور الذي يخالجك لحظة التقاط صور شباب الثورة؟
شعور لا أستطيع حصره بكلمات قليلة. أحياناً أجد الدموع تهطل من عيني تلقائياً، فمثلاً عندما إلتقط صورة لطفلة شهيد أو ابن شهيد، أو مثلاً في حفل تخرج طلاب، وأجد كرسياً فارغاً عليه صورة الشهيد ورداء تخرجه.  أو عندما أحضر أي فعالية ثورية وأجد الأطفال والبراعم الصغار يتهافتون على كاميرتي لكي يروا العالم مدى جمال ثورتنا المجيدة..

-الا تشعر بمدى خطورة ما تقوم به، خصوصاً تصوير المظاهرات؟
نعم أشعر بذلك، ولأنني أشعربهذا الإحساس اخترت هذه المهنة لأجل نصرة المظلومين ولنقل الحقائق للعالم، حتى ولو كلفنا ذلك حياتنا فالموت والحياة بيد الله وحده.

- الى هذه اللحظة.. ما أكثر صورة تفتخر انك وثقتها لتاريخ الثورة اليمنية ؟
كثيرة هي الصور الرائعة؛ ولكن هناك مواقف مثل تصوير شخص لا أعرفه وهو يحمل صورة شهيد بكلتا يديه، ثم بعدها بأيام أجد أن ذاك الشخص لحق بمن رفع صورته.. " شهيد يحمل صورة شهيد "

- ما الذي ستحكيه لأطفالك -بعد عدة سنوات- حين يشاهدون هذه الصور ؟
سأحكي لهم عظم ثورتنا وجمالها، سأحكي لهم أن هناك أناس قدموا للثورة الكثير والكثير لكنهم غير ظاهرين، سأحكي لهم أننا بحمد الله إستعدنا كرامتنا وقوتنا كشعب عريق وعظيم بعد أن أسقطنا من أذلنا.

- ما الكلمة التي ترغب بقولها لزملائك من شباب الثورة في بقية المحافظات..

أود أن أشكر أولئك العظماء من الشباب الذين خدموا الثورة ساهرين ليلهم وناهرهم في خدمة هذا الوطن، من دون أن يعرف بقية الشعب  مدى عظمة هؤلاء الشباب الذين لا يعرفهم أحد .  وأود أن أحيي كل  يشكر مصوري الثورة، وأقول لهم إن محمد المعلمي وغيره من المصورين لا يساوون شعره من رأس شهيد قدم روحه رخيصة لأجل هذا الوطن.
وأخيرا أود أن أشكر شباب الفيسبوك الذين دائماً مايشجعونني كثيراً على تغطيتي للأحداث عن طريق ردودهم ونشرهم للفعاليات.


هناك تعليق واحد:

  1. محمد المعلمي - إب
    أشكرك اختي الكريمه على هذه المقابله والله أسأل أن يكتب لكي الأجر وأن يكلل ثورتنا بالنجاح

    ردحذف