عن المرأة اليمنية ..



بقلم  رغدة جمال 
 أكتوبر 2011


منذ أن قرأت بأن الكاتبة الفرنسية (دلفين مينوي) كتبت كتاب يحكي مأساة (نجود علي) أصغر مطلقة في اليمن – 10 سنوات- وأنا أبحث عن الكتاب بطبعته الانجليزية أو العربية.
بحثت كثيراً داخل اليمن الا أن بحثي لم يثمر بفائدة.. قبل فترة وجدت الكتاب في إحدى مكتبات المملكة السعودية، لحظة رؤيتي للكتاب هناك، أستأت كثيراً أني لم اجده في اليمن ووجدته في السعودية وهو ما بعث على التساؤل، لماذا لا يسمح بدخول كتاب (قصة نجود ) الى اليمن، بينما لا بأس بتطبيقها..!
قرائتي -لهذا الكتاب- المتزامنة مع الحدث الثوري لثورة الشباب، جعلتني أشد ايمانا بأن اليمن تحتاجنا لنثور على العديد من العادات التي أضطهدت هذا الشعب واصابته في مقتل، ربما أكثر من نظام علي عبدالله صالح..! وهذا لا يعني تبرئتي لـ علي عبدالله صالح، وانما أسفي الشديد لرؤية تقاليد تقتل فتياتنا الصغار كل يوم وبفتاوى شرعية كتلك الفتوى التي أصدرها علماء علي عبدالله صالح لقتل شباب الثورة..!
تعيسة هي (نجود) وكل فتاة مثلها جرتها ظروفها المادية المؤسفة لدخول تفاصيل حياة مأساوية بكل ما تعني الكلمة من معنى، حين صرخت (نجود) بقوة ضد تلك الحياة، رافضة الظلم الذي أصابها، وجه البعض اليها باللوم، بحجة تشويه سمعة اليمن!، حتى انها مُنعت ذات مرة من السفر لذات السبب !! وكأن اليمن الذي ظل مشوهاً ما يقارب الثلاثين عاما سيزداد تشوها بقصة تلك الصغيرة التي شوهتها تقاليد مريضة! تلك الصغيرة التي كانت اول من قالت " لا " في وجه الجميع.
وأنا اقرأ بين طيات قصة (نجود) واختها (منى) التي قاسمتها ذات المأساة، عجبت كيف صمتنا لسنوات عن كل هذه التعاسة المحيطة بنا ؟!!

***
"رماد أنثى" رواية للكاتبة اليمنية (ندى شعلان) هي الاخرى تتحدث عن ظروف قاسية تحيط بالمرأة اليمنية. صحيح أن رواية (شعلان) خيالية، الا انها تحمل بين طياتها انعكاسات كثيرة للمجتمع اليمني الذي ما زال يخفي جرائم بشعة تصيب الفتاة اليمنية بحجة العيب والستر..!

***

في ذات الاطار قدمت فرقة مسرحية فريق خليج عدن -قبل فترة قريبة - مسرحية "عود ثقاب" وهي المسرحية التي تناقش ظاهرة الزواج المبكر.. حين سألت المخرج المبدع (عمرو جمال) في احدى المقابلات التي اجريتها معه عن دلالة عنوان المسرحية، قال ان عبارة "عود الثقاب" أعتاد المجتمع العربي أن يطلقها كناية على شرف الفتاة و الذي يؤمنون انه إن احترق مرة لا يمكن اعادته كما كان !! هذا المفهوم المجحف الذي يعمم حتى على حالات الاغتصاب !
واستطرد : عود الثقاب هذا قد يشعل مجتمعا بأكمله ان لم يتم معاملة المرأة في مجتماعاتنا بشكل منصف..
***

واخيراً أجدني اهنئ وابارك للرائعة ( توكل كرمان) الذي انصفت المرأة اليمنية بحصولها على جائزة نوبل للسلام
تحياتي لك ايتها المناضلة الذي يلومك ويحسدك الكثير..
تحياتي لشجاعتك المنقطعة النظير..
لقد قدمتي للمرأة اليمنية مالم يستطع احد أن يقدمه!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق