ناديا عبدالله لـ ( الأولى ) :



علمتني الكاميرا كيف أعمل بصمت ليرى العالم الحقيقة



برز إسمها في ساحة التغيير- صنعاء حيث صار أغلب المهتمين بالثورة اليمنية يعرف اسمها وصورها.  عدسة ناديا عبدالله التقطت المئات من الصور التي تعتز بها جميعا. ناديا التي تنحدر من قبيلة حاشد المعروفة بتمسكها المتشدد بالتقاليد، صار نشاطها في تصوير أحداث الثورة محط فخر واعتزاز أهلها/ وصلت الأشرة الى تفهم كونها تنتمي أيضا الى جيل جديد له رؤية جديدة.
(الأولى) التقت ناديا في ساحة التغيير،  وكان هذا الحوار :

حاورتها / رغدة جمال
15 ديسمبر 2011

-          كيف قادتك الحياة الى التصوير ؟
قبل الثورة لم أكن أحب التصوير ، إلا أن إنضمامي للساحة جعلني أشعر بأهمية نقل ما يحدث للعالم خصوصا وإني خريجة تقنية معلومات وهو ما يؤهلني لإستخدام تكنولوجيا الحاسوب لرفع الفيديوهات أو الصور ..
في أول أيامي لم أكن مبدعة بالتصوير إلا ان مهارتي انصقلت من كثرة التدريب اليومي على التصوير، حيث  حاولت توثيق كل حدث وإن كان صغيرا في ساحة التغيير.

-          الا تشعرين بمدى خطورة ما تقومين به ..خصوصا تصوير المظاهرات؟
أعلم جيدا أن أول من يُستهدف في المظاهرات هم أصحاب الكاميرات لانهم هم من سينقلون الحقيقة. أشعر بالخوف احيانا واحايين أخرى بالارتباك وقد أهرب ايضا إلا إني دائما أعود لموقع المظاهرة.

-          إذا ماحدث وحاولتي الهرب للنجاة بحياتك هل تفكرين ساعتها بالتصوير؟
بالتأكيد فمع بداية الضرب أقوم بتشغيل كاميرتي الفيديو لتقوم بتصوير كل ما يحدث وقتها  حتى لو اضطريت للاختباء وراء اي سيارة أو شجرة في طريقي .
 
-          هل غيرتك الكاميرا ؟
أكيد غيرت في أشياء كثيرة. هناك مواقف تعيشينها وتظل ترسمها عيناك وتتمنين لو استطاع العالم بكامله رؤيتها، الان بعد ممارستي لفن التصوير أشعر بإمتلاكي ميزة نقل ما أعيشه من مواقف مؤثرة وإيصالها للعالم بكامله. أستطيع القول بأن الكاميرا ساعدتني كثيرا في تغيير نفسي ، يكفي أنها علمتني كيف أعمل بصمت ليرى العالم الحقيقة .

-          ماذا عن الثورة .. هل غيرتك كشابة و كأمرأة يمنية  ؟
قبل الثورة كنت أعيش لذاتي.. الان اشعر اني اقدم شيء ما لوطني.
أشعر كشابة  بأهمية صوتي .. الان فقط صار لي صوت مسموع، حين أصرخ الكل يعرف ذلك!
قبل الثورة لم أكن أشعر أن إي أحد يعرف من نحن، أو  ما مطالبنا باختصار "ماذا نريد".
كأمراة،  أنا أنتمي  لقبيلة حاشد . ولكِ أن تتخيلي وضع المرأة هناك، المؤطر في حدود ضيقة جدا . لكن أثناء وجودنا داخل ساحة التغيير تغير ذلك الفكر تماما ؛ حاليا أنا اذهب الى  الساحة وأشارك في حقي بتحديد مصير بلدى،  أتعامل مع زملائي الشباب وأقوم بالقاء بعض التصريحات الصحفية عن ثورتنا وأهلي يعلمون ذلك بل ويفتخرون بما أقدمه.
في بداية الامر كانوا يخافون،  يسمحون لي بالذهاب الى الساحة لكن بشرط أن لا يعلم اي شخص بإسمي أو بإنتمائي القبلي.. اما الان فالأمرتغيرتماما صارو يدركو اننا جيل جديد ذو رؤية جديدة.


-  الى هذه اللحظة.. ما اكثر صورة تفتخرين انك وثقتها لتاريخ الثورة اليمنية ؟
بصراحة كل صورة صورتها أفتخر بها وأعتبرها مهمة جدا كونها جزء من الثورة. 
صور شهدائنا.. صور جراحنا .. صور مسيراتنا .. صور ساحتنا .. كلها تمثل ثورتنا وتاريخها.

      -  هل تشعري انك استطعتي ايصال رسالتك للعالم؟
أنا أبذل كل طاقتي لمحاولة إيصال صوتنا بجهدي الشخصي .... فأنا ببساطة منذ الصباح الباكر حتى وقت المغرب وانا في الساحة لتوثيق ما يحدث ثم أذهب الى منزلي لاقضي طوال الليل في رفع الفيديوهات والصور لكل ما يحدث هناك.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق