وائل العبسي لـ(الأولى):



الثورة منحتنا الأمل بالحياة والحرية والكرامة التي سلبها النظام

 
يعرف العديد من الشباب اليمني المصور وائل العبسي منذ زمن، لأن وائل قبل اعتياده تصوير أحداث الثورة اعتاد تصوير حفلات تخرج العديد من الأقسام في جامعة صنعاء وجامعة تعز، أثناء عمله ضمن طاقم معامل أيلول ومعامل تشرين ..

انتقل وائل من صنعاء الى تعز خصيصا لينقل حقيقة كل ما يحدث من إنتهاكات في ساحة الحرية بتعز، فكان شاهداً على مأساة محرقة ساحة الحرية؛ وعلى ثبات وعظمة المشاركين في  "مسيرة الحياة" الراجلة من تعز الى صنعاء.
صحيفة (الأولى) التقت وائل ضمن سلسة حوارت مع مصوري الثورة، وكانت هذه الحصيلة:


حاورته رغدة جمال
 12 يناير 2012

-  متى بدأت التصوير ؟

بدأت التصوير في  فترات متقطعة في  إستديو يقع في مفرق ماوية واخر في حوض الأشراف بتعز، أثناء إجازتي الصيفية.  كنت أحب التصوير، وأشعر بإرتياح شديد عندما ألتقط صورة لإي شخص ويعجب بها.
 بعدها انتقلت الى العمل في مدينة تعز،  تحديداً العام 2002م. عملت في معامل الفن الرقمية، وهناك بدأت بتنمية قدراتي، حيث توفر لي الجو والبيئة المناسبة، وتشجيع من الكثير من الزملاء . كنت اكثر ما أستمتع بتصويره؛ الأطفال.


-  كيف قادتك الثورة الى التصوير ؟
عندما بدأت شرارة الثورة  في 11 فبراير، كنت في صنعاء أعمل لدى معمل أيلول للتصوير. كنت اتابع بشغف أحداث الثورة في ساحة الحرية بتعز؛ حيث كنت أتواصل مع بعض أصدقائي او أقربائي، وأستمع عبر الهاتف الى هتافاتهم وأناشيدهم . وبعد مرور ثمان أيام حاولت ان أخمد مافي صدري من  نيران عمايحدث في ساحة الحرية بتعز ، الا انها غلبتني؛ وعليه قررت السفر الى تعز والمشاركة في هذه الثورة من هناك.

في البداية كنت أذهب الى الساحة مع شعوري ببعض الخجل من أني لم أواكب أول أيام الثورة، وحاولت ان أتقرب من بعض الشباب في الساحة لأعمل ضمن أي فريق أعلامي، وكنت أصور بشكل يومي ، ثم التحقت بالمركز الأعلامي للساحة؛ إلا أني  بعد محرقة ساحة الحرية في 29 مايو 2011م  قمت بالعمل وفق  جهد ذاتي لإبراز الأحداث الثورية، ونقلها عبر عدسة الكاميرا إلى الرأي العام، مستخدماً وسائط ووسائل متعددة عبر "فيسبوك" و"تويتر"؛ كذلك كنت أزود بعض الصحف والمواقع الإخبارية بالصور.

-         كيف ترى الثورة اليمنية؟

أرى الثورة اليمنية  إنجازاً عظيماً، لقد منحتنا الأمل بالحياة والحرية والكرامة التي سُلبت في عهد نظام لم يفعل سوى تكريس سياسة الحروب و التجويع والمراوغة والقمع  لكل حر في كل أنحاء الوطن .

-         كفنان،، هل غيرتك هذه الثورة ؟

نعم الثورة غيرتني كثيراً. الثورة جعلتني أتعلم القناعة والصبر، وعمقت في نفسي حب الإنسان ، وغيرتني من شخص منزو بعض الشئ الى شخص اجتماعي وجعلتني أحب العمل مع الأخرين . لنقل أن الثورة  زرعت في الجميع حب الوطن الذي عمل النظام  السابق على إلغاء معنى الانتماء الحقيقي للوطن ..

  
 - ما الشعور الذي يخالجك لحظة التقاط صور شباب الثورة؟
أشعر بإعتزاز وفخر كبيرين، وانا أقوم بإلتقاط صور لهولاء الثوار المطالبين بالحرية والعيش الكريم .


-         هل حدث وإن شعرت ذات مرة بإنبهار بحدث ما استعطت تجميده من خلال عدستك ؟
نعم في عدة صور؛ إحداها لصبي يبلغ من العمر 14 عاماً وهو يحاول إخماد النيران ببطانية اثناء التهامها للخيام عند إقتحام قوات النظام للساحة الحرية في منتصف الليل.

-         الا تشعر بمدى خطورة ما تقوم به.. خصوصا تصوير مثل هكذا اعتداءات؟
 أحياناً ، لكن إرادتي تدفعني لتوثيق أي شيء. يكفيني أني حين أقوم بتصوير شباب الثورة في المظاهرات أو في أي عمل ثوري فانا اعيش هذا اللحظات التاريخية وأساهم في توثيقها وإيصالها إلى العالم .


- هل حدث أن قمت بحذف صورة شعرت أنها قد تُفهم بشكل خاطيء ؟
لا .. لم أعتد على حذف الصور وإن شعرت بإنها قد تُفهم بشكل خاطئ فأكتفي بأن أحتفظ بها .

- إلى هذه اللحظة، ما أكثر صورة تفتخر انك وثقتها لتاريخ الثورة اليمنية ؟
عدة صور؛ منها صورة الصبي الذي  كان يحاول إخماد النيران أثناء إحراق ساحة الحرية. تلك الصورة تعبر بالنسبة لي، محاولة البقاء في الساحة، بقاء الحلم وبقاء الأمل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق