المصور عبدالسلام محمد لـ(الأولى):




الثورة أضافت لي الكثير من الإحساس والتقدير لجماليات الفن.


"جاءت الثورة لتخرج هوايات وإبداعات شباب اليمن الثائر"  قالها عبدالسلام محمد، وهو أحد مصوري الثورة، أثناء إجابته على أحد الأسئلة في هذا الحوار. ربما لم يدرك عبدالسلام أن هذا بالضبط ما أحسست به حين رأيت صوره .
عبدالسلام، أحد المصورين الذي عملوا كثيراً لهذه الثورة إلا أنه لم يجد فرصته بالبروز لينال التقديرالذي يستحقه. عمل قبل الثورة مصمم جرافكيس، وأثناء الثورة مصوراً ضمن طاقم المركز الاعلامي بساحة التغيير بصنعاء. حيث بدأ عبدالسلام التصوير منذ بداية الشهر الأول للثورة فكان يوثق الكثير من الفعاليات لتزويد المواقع الاخبارية وموقع "فيسبوك" بتلك الصور
.
 
(الأولى) التقت عبدالسلام ضمن سلسلة حوارت مع مصوري الثورة، وكانت هذه الحصيلة:


حاورته رغدة جمال
  19  يناير 2012

-          كيف ترى الثورة اليمنية؟
أرى الثورة اليمنية ثورة عادلة خرجت لتقول كلمة حق عند سلطان جائر .. ثورة تطهير لأوساخ جارت على الشعب اليمني 33 عاماً .. ثورة هدم نظام عائلي من أجل بناء دولة مدنية حديثة على أسس وقواعد وطنية وديمقراطية .. ثورة أخذ الحق للمظلوم من الظالم ..ثورة لتوحيد صف اليمنيين وجمعهم تحت شعار واحد وهو الشعب يريد إسقاط النظام.
وهاهي اليوم قد حققت الكثير من مطالبها ورحلت رموز النظام والفساد وعلى رأسهم صالح .. وغداً سيكون الأنتصار.. وسيقف أمام الشعب ليحاكمه أمام العالم  مهما اُعطيت له من حصانات!

-          كيف قادتك الثورة الى التصوير ؟
التصويركان ومازال هوايتي .. وقد جائت الثورة لتخرج هوايات و إبداعات شباب اليمن الثائر.
بدأت التصوير في الساحة فكنت أقضي أغلب الأوقات في الساحة وألتقط الكثير من الصور وأعود إلى منزلي في المساء
؛ الا أني بعد انقضاء الأشهر الأولى من الثورة أستقريت في الساحة حتى أوثق أكبر عدد من الفعاليات الثورية اليومية .

-          كفنان،، هل غيرتك هذه الثورة ؟
غيرتني كثيراً على المستوى الشخصي والمهني ؛ وكفنان تحديداً أضافت لي الثورة الكثير من الإحساس والتقدير لجماليات الفن

-          ما الشعور الذي يخالجك لحظة التقاط صور شباب الثورة؟؟
في أكثر الأوقات وبالذات عند تصوير بعض المواقف وخاصة الأخوية والأنسانية والحماسية بين الشباب أشعر أن بدني يقشعر. وفي المواقف القوية؛ أبكي بدموع الفرحة والفخر بهذا الشباب الرائع كوني لم أشاهد طوال حياتي ترابط وحب وأخوة بين أبناء اليمن كما اشاهده هذه الأيام .

-           أنت أحد المصورين الذين إعتادوا تصوير الشهداء؛ حدثني عن إحساسك وأنت ترى من خرج يمشي معك بداية المسيرة سقط ميتاً في منتصفها أو اخرها.
أقوى المواقف المؤثرة التي عايشتها كانت أثناء مسيرة القاع في الثامن عشر من سبتمبر؛ كنت في مقدمة المسيرة ولم أتخيل ساعتها أن المسيرة قد يُعتدى عليها ، وحين بدأ الإعتداء حاولت التقاط أكبر قدر ممكن من الصور بالذات اثناء مشاهدتي لأفراد الأمن يطلق الرصاص الحي بالسلاح الثقيل (معدل) على شخص أمام عيني شاهدته وهو يسقط . وقتها شعرت بالألم والندم لأن أبناء شعبي الأحرار يقتلون أمام عيني ولا أستطيع أن أمنع الموت من أخذهم منا ..
                                   
-          ألا تشعر بمدى خطورة ما تقوم به ..خصوصا تصوير المظاهرات؟
صحيح هناك خطورة، ولكن عندما أشعر بمدى الخطورة التي يعيشها البلد في اقتلاع الفساد والظلم أجد أن الخطورة الشخصية أهون من الخطورة التي يواجهها المجتمع والبلد ..

-          هل حدث وان شعرت ذات مرة بانبهار بحدث ما استعطت تجميده من خلال عدستك ؟
هناك موقف تمنيت لو أني استطعت تصويره ، في أحد الأيام كنت أتجول بعد صلاة الظهر في ساحة التغيير، وكان هناك عجوز نائم مستند على أحد أعمدة الكهرباء يمسك بورقة بيضاء تلونها كلمة أرحل .. كان مشهداً في غاية الجمال والروعة .. للاسف لم تكن الكاميرا بحوزتي؛ فذهبت لأحضارها إلا أني حين عدت كان العجوز قد ذهب في حال سبيله.

-          إلى هذه اللحظة .. ما أكثر صورة تفتخر انك وثقتها لتاريخ الثورة اليمنية ؟
أفتخر بكل صورة وكل لقطة وكل لحظة وثقتها بعدستي في هذه الثورة، فلكل صورة حكاية..

-          ما الذي ستحكيه لاطفالك -بعد عدة سنوات- حين يشاهدون هذه الصور ؟
كما سبق وقلت، لكل صورة حكاية، ولكل صورة عندي ذكريات جميلة وخاصة لن أنساها مهما طال الزمن .. يكفيني أني سأعلم أبنائي ما تعلمته من هذه الثورة العظيمة ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق