مصور الفيديو يحيى السواري لـ( الأولى):



عدسة كاميراتي أصابت القناص قبل أن يصيبني !



يحيى السواري، شاب من شباب الثورة اليمنية، أتم عامه العشرين قبل عدة أيام، قضى منها اخر خمسة أشهر وهو يصور يومياً أحداث الثورة اليمنية.
يحيى السواري ليس فقط أحد مصوري الثورة ، بل هو أحد جرحاها وأحد أبطالها الذين لا يظهرون . في إحدى المسيرات، أصابت يحيى رصاصة قناص استهدفه ليمنعه من نقل حقيقة أحد الإعتداءات التي يتعرض لها شباب الثورة بشكل دائم.
حين اُصيب يحيى، إستجمع قواه وبدلاً من أن يتوجه للمستشفى الميداني توجه أولاً للمركز الإعلامي ليُسلم كاميرته لزملائه فيضمن بذلك رفعهم للفيديو بأسرع وقت ممكن،لأنه اعتبر ذلك التسجيل -الذي ظل يُعرض على قناة الجزيرة مباشر لأكثر من مرة- أهم من سلامته، ورفعه سريعاً أهم من علاجه!

صحيفة (الأولى) التقت يحيى ضمن سلسلة حوارت مع مصوري الثورة، وكانت هذه الحصيلة:


حاورته رغدة جمال
26 يناير 2012

-          كيف قادتك الثورة الى التصوير ؟
في بداية أيام الثورة شعرت بأهمية تقديم أي شي لهذه الثورة ، فكرت طويلاً ما الذي أستطيع تقديمه لهذا الوطن، من ثم توجهت الى المركز الاعلامي للتقديم المساعدة في اي جانب قد يحتاجه الشباب. هكذا بدأت مهمة تصوير المسيرات السلمية لشباب الثورة. وحالياً أشعر اني أحب التصوير فقد تملكني عشق الكاميرا.

-          كيف كانت بداية مهنة التصوير؟
حين بدأت التصوير، بدأت بكاميرا نصف معطلة، وكنت أقضي نصف الوقت اسأل زملائي المصورين عن كيفية الإستخدام الصحيح لتلك الكاميرا. ثم بدأ الشباب يثقون فيّ أكثر، فصرت اؤتمن على كاميرا أفضل وبالتالي على مسيرات أكثر أهمية.       

-          الا تشعر بمدى خطورة  تصوير تلك المسيرات؟
لا.. وحتى وإن وقفت أمام معسكر كامل يصوب بنادقه أمامي؛ لن أخاف ولن أشعر باي خطر ، فما سيحدث هو مكتوب ومقدر من أرحم الراحمين.

-          حدثني عن الاصابة التي اُصبت بها أثناء تغطيتك لإحدى المسيرات السلمية؟
في ثاني يوم من توقيع المبادرة الخليجية؛ خرجت مسيرة غاضبة تندد بهذه المبادرة. وعند وصول المسيرة الى إحدى التفرعات بعد جولة عصر والمؤدية الى جولة كنتاكي، التقت المسيرة مع مجموعة من البلاطجة والمسلحين المؤيدي لعلي عبدالله صالح، وبدأ الاشتباك وإطلاق النار العشوائي على الشباب. هناك بدأت أصور أحد القتلة وهو يطلق الرصاص على الثوار .
كنت ممتداً على الرصيف أقتنص لحظة قنص القاتل للشباب في ذات اللحظة التي كان هو يحاول قنصي . صحيح انه استطاع إصابتي إلا أن كاميراتي اصابته قبل أن يصيبني .

-          هل غيرتك هذه الثورة ؟
يحيى قبل الثورة شخص مختلف تماماً عن يحيى بعد الثورة. الكثيرون لاحظوا ذلك وأولهم والدتي التي ما تزال تسألني (من أين تأتي بمثل هذا الكلام) عند مناقشتها في اي شأن يتعلق بالساحة وبالثورة؛ نتيجة اندهاشها بتغير أفكاري.
ايضا، قبل الثورة لم أكن مبالياً بأهمية الدراسة والان أشعر بأهميتها وأنوي العودة لمواصلة تعليمي المهني.

-          ما الشعور الذي يخالجك لحظة التقاط صور شباب الثورة؟؟
أتلذذ بتصويرهم سواء كانوا في المسيرات أو غير المسيرات. ولا أعتقد أن هناك مصور أخر قد يتلذذ بالتصوير مثلي.

-          اعتدت تصوير الفيديو أكثر من الصور الفوتغرافية .. مالذي يميز تصوير الفيديوعن الفوتغراف؟
قد يعتبر البعض تصوير الفيديو أسهل، إلا أن لكل نوع من أنواع التصوير مواصفات وأحاسيس مختلفة. احياناً نوع ومواصفات الكاميرا نفسها قد تلعب دوراً في جمالية الصورة الفوتغرافية. بينما الزاوية التي يُلتقط منها حدثا في تصوير الفيديو هي ما تميز المصور.

-          هل هناك شخص تشعر انه ساعدك أكثر من غيره ؟
بعد الله عز وجل أدين بالفضل للمصورة والزميلة ناديا عبدالله. ناديا ساعدتني كثيراً، كانت دائما في المسيرات توجهني حول المكان المناسب لالتقاط اللقطة الافضل.

لمشاهدة الفيديو الذي اصيب فيه يحيى:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق