المصورة يسرا أحمد لـ" الأولى" :


أقل ما أستطيع تقديمه للثورة هو توثيقها


يسرا أحمد، ليست متخصصة في التصوير، بل في إداره الأعمال والتسويق، التي حصلت عليها من جامعة Mount Saint Vincent ، في مدينة هاليفكس، كندا. بعد مضي 9 سنوات عادت يسرا لليمن في شهر سبتمبر 2011 ومنذ تلك اللحظة وهي تشارك في تصوير صلاة الجمعة الأسبوعية، كما شاركت في تصوير وإستقبال "مسيرة الحياة" الراجلة من تعز الى صنعاء.


الأولى التقت يسرا ضمن سلسلة حوارتها مع مصوري الثورة، وكانت هذه الحصيلة:

حاورتها رغدة جمال
2
فبراير 2012

-          كيف ترين الثورة اليمنية؟
الثورة اليمنية هي قارب النجاة الذي كنا ننتظر له طيلة ال33عاماً. ثورة حقيقية قامت على المبادئ و القيم ضد الظلم والفساد، كسرنا فيها الخوف، و كسرنا حاجز الصمت. كل هذا لم يكن من أجل مصالح شخصية، بل كان من أجل الغاية الكبرى والهدف الأسمى، وهو وطننا الغالي الذي كنا نراه يوماً بعد يوم يسير إلى الهاوية تحت قيادة الطامعين الذين استغلوا ثرواته وظلموا أبناءه.

-          كأسرة ثائرة خارج الوطن، حدثيني عن انشطتكم الثورية؟
منذ أن بدأت الثورة؛ اعتدنا أن نشارك بإبراز اليمن وتاريخها وحضارتها بالمشاركة في عدة مناسابات. بدأت مع والدتي بتنظيم مسيرات مؤيدة للثورة في مدينة هاليفكس الكنديه كل يوم أحد، لنساهم في تعريف الناس باليمن وبالثورة اليمنية، ونبين سلمية الثورة في ظل ذلك النظام القمعي.




-          ماذا عن التصوير؟ كيف كانت بدايتك مع التصوير أثناء الثورة اليمنية ؟
بدأت بتوثيق المسيرات التي كنا ننظمها في كندا، الى أن عدت لليمن في شهر سبتمبر؛ حينها شعرت أن  أقل ما أستطيع تقديمه للثورة هو توثيقها.  صحيح أن الثورة بدأت في فبرايرالماضي، وقد  فاتني الكثير من التوثيق والتصوير، لكني ما إن عدت لليمن في جمعة "واثقون بنصر الله" بتاريخ 23 سبتمبر، توجهت لأول مرة لأحضر الثورة في شارع الستين، و قمت بتصوير عدة صور. يومها التقيت بالمصورة والزميلة نادية عبدالله، فأخذتني معها لنصورالشهداء الذي كانوا يُشيعوا تلك الجمعه.
كانت أول مرة أعيش حدثاً كهذا و لكِ أن تتخيلي إحساسي وقتها. أتذكر اني صورت فديو بسيطاً لأحد أقارب الشهداء وهو يتحدث عن الشهيد ولم يتمالك نفسه و بكى. موقف أثر فيّ كثيراً، ومن يومها وأنا أذهب للشارع الستين للتوثيق كل يوم جمعة.




-          هل غيرتك الثورة كشابة و كأمرأة يمنية ؟
بالتأكيد. ومن لم تغيره الثورة؟ لقد إستطاعت أن تغير فيّ الثورة أشياء كثيرة؛ فقد علمتني معنى الصبر والصمود. المعنى الحقيقي للتضحية و للكرامة. كما أني أعتقد بل وأجزم أن الثورة غيرت نظرة المجتمع اليمني للمرأه اليمنية.


-          ما الشعور الذي يخالجك لحظة التقاط صور شباب الثورة؟
شعور صعب أن تصفه الكلمات..
انه لشعور مهيب عندما تفكرين أو تتخيلين أن الشخص الذي تصورينه خرج من أجل بناء يمن جديد.. ضحى بنفسه من أجل أن يعيش أبناء بلاده في كرامه وعزة.


-          كنتِ موجودة في إستقبال "مسيرة الحياة" .. ألم تشعري بمدى خطورة ما تقومين به، خصوصا وقت الاعتداء على المسيرة في جولة دار سلم؟
نعم أحسست بمعنى الخطورة حينها. كانت تلك أول مرة أخذ موافقة أهلي بالذهاب لتصوير مسيرة. وأحمد الله اني شاركت فيها. وقتها شعرت بالخطورة حين قامت قوات الأمن المركزي بمحاصرة المسيرة و لم تسمح لنا بالمرور. بل وقاموا بإطلاق الغازات المسيلة للدموع ، وبعدها بدأنا بسماع أصوات الرصاص.
 كنت أتمنى أن أكون في مقدمه المسيرة لأستطيع  توثيق كافة ما يجري، لكن عدد الثوار المشاركين في المسيرة كان كبيراً جداً ولم أستطع الوصول الى المقدمة، هكذا كنا نحاول التقدم كلما هدأ الوضع قليلا.
بالرغم من أصوات الرصاص التي كنا نسمعها تقترب منا  ومسيلات الدموع، إلا أنني اصررت على تصوير ما يحدث، صحيح اني شعرت بالخوف ولكني تحليت بالإصرار أن هذا أقل ما أستطيع أن أقدمه.. رأيت الجرحى و الشهداء.. وزادني ما أراه إصراراًعلى الثبات والبقاء في المسيرة.



-          هل حدث أن شعرت يوماً بانبهار بحدث ما استعطت تجميده من خلال عدستك ؟
نعم، هناك حدث أذهلني لدرجة أني لم أشعر بنفسي الا وأنا ألتقط كاميرتي وأصور ذلك المنظر المبهر في محاولة  مني لأن أخّلد تلك اللحظات. فأثناء إعتداءات رجال الامن على الشباب والشابات القادمين في مسيرة الحياة، أذهلني منظر بعض الفتيات اللواتي وقفن لأداء صلاة العصر غير عابئات بإعتداء رجال الأمن على المسيرة، وبأنهن قد يتأذين.. وقفن لأداء الصلاة في منظر مليء بالشموخ والعزة والشجاعة.  كانت الدموع تملأ عيني وأنا التقط الصورة لأني كنت أشهد أروع مشهد رأته عيناي، ففي كل مره تأبى المرأه اليمنيه إلا أن تضع بصمتها.



-           الى هذه اللحظة .. ما أكثر صورة تفتخري انك وثقتها لتاريخ الثورة اليمنية ؟
أفتخر بكل صوري؛ كون كل صوره تظهر منظراً معيناً، وتبث رساله خاصة. أحيانا تُغني الصورة عن كل الكلمات التي يمكن للإنسان أن يقولها، فكما يُقال "الصورة تساوي ألف كلمة". لذا من الصعب جداً أن أختار صورة واحدة لأن كل صورة قد تدخل لقلوب أشخاص مختلفين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق