في أول لقاء له لصحيفة يمنية

المصور العالمي صامويل أراندا لـ (الأولى):
الوضع في اليمن مختلف عن بقية بلدان الربيع العربي
 



بدأ الأسباني صامويل أراندا التصوير منذ
أن كان في التاسعة عشرة من عمره. تخصص أراندا في تصوير الصراع الحادث في العالم العربي والاسلامي؛ فبداية بتغطية الصراع الفلسطيني– الاسرائيلي ومن ثم تغطية ما حدث في لبنان وباكستان و العراق. وانتهاء بتغطيته المتميزة للربيع العربي؛ في كل من مصر وتونس و ليبيا واليمن.
وصل صامويل الى اليمن للمرة الأولى في شهر اكتوبر من العام 2011 ثم غادرها، وعاد اليها للمرة الثانية وسيغادرها قريبا لتسّلم الجائزة العالمية في التصوير الصحفي للعام 2011 عن صورته لعائلة القواس المأخذوة في الـ15 من أكتوبر داخل المستشفى الميداني بساحة التغيير بصنعاء .

حوار وترجمة رغدة جمال
6 مارس 2012




صامويل هل لك أن تحدثنا عن أول زيارة لك إلى اليمن؟
أتذكر أنني عندما علمت أن مهمتي الجديدة من قبل صحيفة النيويورك تايمزستكون في اليمن؛ وبناءاً على خبرتي في العمل في العالم العربي خلال ال 12 عاما الماضي تخيلت أن اليمن ستكون شيئاً شبيهاً بالعراق أو أفغانستان، لذا شعرت بالخوف عند وصولي الى اليمن، الا أن الخوف تبدد تماماً حين رأيت كم هم اليمنيون اناساً لطفاء.

كيف بدأت العمل في اليمن ؟
في اليوم الأول ذهبت الى ساحة التغيير بصنعاء بدون كاميرتي؛ لأنني لم اعرف حينها ردة فعل من سيقوم بتفتيش حقيبتي إذا وجد فيها كاميرا. لذلك ذهبت فقط لرؤية ما يحدث؛ هناك التقيت بأحد مالكي الدرجات النارية والذي كان يجيد اللغة الأنجليزية؛ فقام بأخذي في جولة الى الساحة التي التقيت فيها بأكثر الناس لطفاً.

ما رأيك في الثورة اليمنية بشكل عام؟ والشباب اليمني بشكل خاص؟
اليمنيون مدهشون. أعتقد أن الشعب اليمني ألطف شعب قد اتقيته حتى الآن. بالنسبة للثورة، فمن الرائع الحديث عن كيفية بدء الثورة، إلا أنه للأسف ما أراه الان أن الجميع يريد استغلال هذه الثورة لمصالحه الخاصة. وهذه مشكلة كبيرة يواجهها الشباب اليمني.

حدث وقمت بتغطية النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي وصراعات أخرى متعددة في باكستان، لبنان، العراق وحتى ليبيا. أخبرني عن هذه التجربة الضخمة في هذا المجال
منذ كان عمري 19 عاماً، بدأت التصوير في العالم العربي حين ذهبت لأول مرة إلى قطاع غزة وقتها كنت أريد إطفاء فضولي في معرفة ما يحدث هناك. بعد ذلك وجدت نفسي أغطي أحداث لبنان ثم باكستان، صحيح أن اختصاصي في تغطية ما يحدث في العالم العربي لم يكن مخطط له في البدء، الا أني أحببت العالم العربي وهكذاعلقت فيه على مدى السنوات ال 12 الماضية.

مع هذه التجربة الضخمة في صراع النزاعات، هل أحسست بمشاعر مختلفة عند تغطيتك للثورة اليمنية؟
بالطبع هناك فارق كبير حتى على مستوى أحداث تغطية أحداث الربيع العربي. مثلاً عندما ذهبت إلى ليبيا لتغطية الثورة الليبية؛ الوضع هناك كان حرب أهلية مرعبة، وهو ما قمت بتغطيته في بقية البلدان العربية.
أما الوضع في اليمن فمختلف تماماً، في اليمن لم توجد حرب أهلية ؛ صحيح أن أحداثاً مؤسفة كثيرة حدثت إلا أنها لم تصل لمستوى الحرب.  اليمنيون أناس لطفاء ولم يريدوا الخوض في حرب؛ لقد رأيت شباباً من ساحة التغيير يتحاورون مع شباب من أنصار صالح ورأيت طريقة محترمة وراقية في الحوار مع بعضهم البعض. حتى داخل ساحة التغيير رأيت احترام الحوثيين والاصلاحيين لبعضهم البعض ! صحيح أن الخلافات بينهم جوهرية ولديهم مشاكل عديدة مع بعضهم البعض؛ إلا أني لم أشعر أن أي طرف منهم يريد البدء بحرب أهلية مع الطرف الاخر.

كيف شاركت في مسابقة (الجائزة العالمية للتصوير الصحفي)  للعام 2011 ؟
مسابقة التصوير الصحفي هي واحدة من أهم المسابقات في العالم في مجال التصوير. وبعد التشاور معي قامت صحيفة النيويورك تايمز بأرسال أربع صور تتحدث عن اليمن من صوري؛ تحديداً صورة من محافظة صنعاء ومحافظة تعز ومحافظة صعدة ومحافظة عدن.
أعتقد أن اللجنة اختارت صورة عائلة القواس لأنهم رأوا شيئا مختلفاً فيها وخاصة صورة امرأة مرتدية النقاب تحتضن ولدها بمثل هكذا حميمية.

كيف كان شعورك عندما كنت تلتقط صورة عائلة القواس؟
 كان أحساساً مروعاً. كان اليوم الثاني لي في ساحة التغييربصنعاء تحديدا في  15 أكتوبر . كان يوماً حزيناً جداً يومها قُتل حوالي 12 شخصاً، أتذكر أني حينما دلفت الى داخل المستشفى الميداني كان الجميع يركضون وفي حالة هلع مما يحدث؛ الا فاطمة القواس كانت هادئة جداً وقوية جداً وهي تحتضن أبنها في صمت مهيب .

هل قمت برؤيتهم بعد إعلان فوزك؟
نعم، رأيتهم في الأسبوع الماضي حيث قاموا بدعوتي الى منزلهم . قبولي لدعوتهم كانت تجربة مدهشة بالنسبة لي، أنهم أسرة لطيفة جداً وكانوا يومها سعداء حقاً.

هذه ليست المرة الأولى لك في الفوزبأحدى مسابقات للتصوير، فقد فزت من قبل بـ (الجائزة الوطنية الإسبانية التصوير)..  هل أختلف شعورك هذه المرة؟
بالنسبة لي ليس المهم الفوز بالجائزة- بالرغم من كونه سجلاً هاماً في سيرتي الذاتية- إلا أن أهمية الجائزة تكمن في قوة الرسالة التي تبعثها. الأن أشعر أن الكثير صاروا يعرفون ويتحدثون عما يحدث في اليمن. بالنسبة لي هذا هو الأكثر أهمية من الجائزة.

هل كنت تتوقع أن تفوز بهذه الجائزة؟
ابداً على الإطلاق. خصوصاً هذه الجائزة لأنه يُعرف ما مدى صعوبة الفوز في (الجائزة العالمية للتصوير الصحفي). حيث أن الاختيار يتم من بين ما يقارب ال 1500 صورة ويزداد الأمر صعوبة في كل عام.

إحدى التعليقات حول صورتك الفائزة كان (الصورة تظهر الدور الذي تقوم به المرأة، ليس فقط باعتبارها مقدمة للرعاية، ولكن كفرد فاعل في الثورة) أخبرني عن رأيك في المرأة اليمنية. هل وجدتها كما كنت تتوقعها أن تكون؟
صحيح أننا في الغرب لدينا إنطباع عن دول مثل لبنان  وسوريا ومصر كونهن أكثر انفتاحاً؛ بالرغم من ذلك مازلنا نؤمن أن المرأة في العالم العربي مكبوتة. إلا أني عندما جئت إلى اليمن أكتشفت عند زيارة لمنزل أحد أصدقائي أن المرأة اليمنية هي سيدة المنزل مثلها في أي دولة أخرى. صحيح أن معلوماتنا عن اليمن كانت مضللة جدا فقد إعتدنا وضع اليمن في نفس الخانة مع الصومال وافغانستان وكل ما يتعلق بالقاعدة من هالة. لذلك كنت أتوقع وضع أسوأ مما رأيت.
الا أن الواقع شي مختلف تماماً، فاأنا مثلاً لم أكن أتوقع أن أجتمع معك في مثل كهذا لقاء . أيضاً سياسياً المرأة اليمنية لعبت دوراً فاعلاً حقاً لدرجة اني اؤمن أن إنتخاب رئيسة لليمن هو ما تحتاجه اليمن.

سيُعقد حفل تسليم الجائزة في أمستردام يوم السبت الـ21 أبريل 2012. هل لك أن تخبرني ماذا ستقول عن اليمن وعن الثورة اليمنية في ذلك اليوم؟
سأعطيك معلومة حصرية، يومها سأرتدي قميص كُتب عليه ( عليك أن تشاهد اليمن) ، لأنني أعتقد أن المورد الرئيسي لليمن يجب أن يكون السياحة.
جميع أصدقائي اعتادوا الاتصال والاطمئنان عليّ سائلين إن كنت على ما يرام في اليمن .. فأجيبهم أني من شدة اعجابي بهذا البلد لا أريد العودة الى اسبانيا. اليمن بلد مدهش
.


هناك تعليق واحد: