In her shoes!



بمجرد أن سمعت عن رواية يمنية تتحدث عن مهنة الدعارة في اليمن؛ تخيلت مدى الإنتقادات الشديدة -التي ستتعرض لها الرواية أو الكاتبة - من قِبل اشخاص لم يقرأوها حتى، فقط لأن الموضوع ذاته يشكل صفعة قوية على خد مجتمع اعتاد ان يحل كافة مصائبه بالكتمان !
وبالتأكيد سيرتفع مستوى الإنتقاد أو الهجوم على الرواية إذا حملت اسم (عائشة) هكذا ينقاد النقد لمنحنى طائفي لا يمت للرواية باي طرف أو صلة..


كتبت رغدة جمال
2 اكتوبر 2012


تقدم لنا الشاعرة والباحثة نبيلة الزبير بين طيات روايتها الثانية "زوج حذاء لعائشة" أكثر من نموذج للمرأة اليمنية المضطهدة من قِبل المجتمع؛ الا أن بطلات الرواية الثلاث واللاتي يحتللن الحيز الأكبر من حجم الرواية يمثلن نماذج لبائعات الهوى.

الثلاث الشخصيات بدأن في هذا الطريق بشكل وبسبب مختلف تماما عن بعضهن البعض؛ فـ(زينب) تضطرها ظروفها للعمل كعاهرة بعد تبرئ والدها عنها فقط لأنها دخلت قسم شرطة اثر شجار مع شرطي مرور، وبعد ان يتم إغتصابها على شرف الاحتفالات بعيد الوحدة!! وهو تلميح سياسي واضح فكأن (زينب) تمثل وطن تم اغتصابه في ذلك اليوم .

(رجاء) من جهة أخرى قادها والدها المريض للعمل في هذه المهنة بعد عجزه المرضي عن توفير المعيشة لعائلته، ذلك الأب الذي لم يكن ليتوارى عن إرتكاب جريمة قتل اذا نظر أحدهم لزوجته وهي تسير في الشارع!!

والشخصية الثالثة تمثلها (نشوى) الطفلة التي إعتادت أن ترى والدها يمارس الجنس مع نساء يدخلهن المنزل متخفيات بازياء رجال ، والدها الذي كلف ابنته الصغيرة بحراسة غرفته -حتى لا يدخل عليه احد- بالرغم من معرفة كل من في المنزل بما يحدث وبما تحرسه تلك الصغيرة. هكذا تقود سوء التربية والحاجة الإقتصادية والعيب المجتمعي ثلاث فتيات الى الإنخراط في مجال العُهر.

(ندى) شخصية رابعة مثيرة للإهتمام؛ تحاول من خلالها الكاتبة تسليط الضوء على مشكلة الزواج المبكر، فنرى مراهقة في الثالثة عشر من عمرها يقودها زوجها - المريض نفسيا والمتستر بعباءة الدين- لممارسة الجنس مع صديقه!!

الغريب في رواية "زوج حذاء لعائشة" أن شخصية (عائشة) لم تظهر الا في الثلث الأخير للرواية، وبظهور سردي فقط فنرى الشخصيات تتحدثن عنها وعن قصتها باقتضاب كون (نشوى) تقرر كتابة سيرة حياتها! شخصية (عائشة) ليست عاهرة وليست مجرمة وإنما شخصية مضطهدة ومظلومة تم الاشارة اليها بشكل رمزي جدا، ربما لأنها تمثل المرأة اليمنية بشكل عام، تلك المرأة المقيدة بقيود جلبتها لها العائلة اولا والمجتمع ثانيا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق