رغده جمال ...


قصــة ٌ لــنـجـاح ٍ مـسـتـمـر وطـمـوح ٍ بـلا حــدود

بقلم : عيــســـى المهدي


في تلك المدينــة الساحرة والتي يطلق عليها عروس البحر الأحمــر
أنجبت المدرسة / سميرة ابراهيم ( الله يطول في عمرها ) ابنتها الأولى
في الـثلاثين من نوفمبر للعام 1985م ، انتقلت تلك الصغيرة الى مدينة صنعاء بعد اكمالها للصف الأول للمرحلة الابتدائيه واستقرت فيها الى يومنا هذا ....

تخرجت رغدة من الثانويه العامه من مدرسه ازال الوادي في عام 2003 م ،
ونظرا لواقعيتها وحنكتها في اتخاذ القرارات المصيريـه والتي يعجز عنها كثير من شباب وشابات اليوم ، قررت أن تختار التدريس كمهنه ووظيفة مستقبليه ، وبهذا تـَـضـرب ُ ثلاثة عصافير بحجر واحد ، فهي الوظيفة الأمثل للمرأة وبها تستطيع الحصول على الوظيفة بشكل أسرع مقارنة" بالوظائف الأخرى وحتى إن لم تكن مـُـدرسـة فاختيارها للانجليزية كدراسة جامعية قد يفتح لها الباب للعمل في عدة مجالات وهذه هي الثالثه

كان المعهد البريطاني هو المكان الذي درست فيه دبلوم لغة انجليزيه لمدة عام ،ومنه انتقلت الى احضان كلية التربيه ( قسم انجليزي ) بجامعة صنعاء لتأخذ شهادة البكلوريـــا بعد أربعة اعوام من العطاء المستمر وكان هذا في عام 2008 ...................... نقطـــه على الســطر

في الجامعة كانت رغدة كالنحلة التي لا تكل ولا تمل فكان اهتمامها ينصب على حقوق الطلاب ، ولم ينسى لها الطلاب كل مجهود بذلته فتم ترشيحها لقيادة حفل التخرج بنسبة 99 % من الاصوات الطلابيه ، وكذا اهتمت بالانشطه الابداعيه ، فكانت تُـصدر صحيفة طلابيه ، وتنسج من خلالها تلك الاشعار المميزة الابداعيه ومما يذكر لي أحدهم ان رغدة فازت بجائزة أفضل شاعرة في النص الانجليزي على مستوى جامعة صنعاء بأكملها، وكانت تلك الاشعار بمثابة بوابة الحظ لقبولها صحفية" مع صحيفة الاوبزرفر، ولطالما كان الاستاذ الكبير / زيد العلايا رئيس التحرير انذاك ، المشجع الأكبر لمواصلتها المسيرة ، فهو الذي امن بموهبتها منذ انبثاقها على الملأ، فقام بتعيينها مسئولة الصفحة الثقافيه للصحيفه وليس هذا فحسب بل هو الذي سطر حروف المقدمه لديوانها الشعري الأول بعد أن شجعها مرارا وتكرارا" على نشر أشعارها التي توصف بالمذهله كأدنى تعبير مستحق ...

وخلال عملها مع الاوبزرفر كانت رغده تَحضُـــر دورات في عدة مجالات باستمرار، لتنمي نفسها وتطور موهبتها وهو الأمر الذي تكلل بالنجاح على جميـع الأصعدة وتم تكريمها من قبل خمســة وزراء هم :
1- ابراهيم الحجري _ وزير التعليم المهني
2-حسن اللوزي _ وزير اعلام
3-محمد المفلحي_ وزير الثقافة
4-عبدالسلام الجوفي _ وزير التربية والتعليم
5- عبدالكريم راصع _ وزير الصحة
والسادس هو عبدالله الزلب مديرالاذاعة والتلفزيون والذي يظهر معها في الصورة ادنــاه ^___^


أعطـى هذا النجــاح دفعــة معنويــة كبيـــرة لتلك الشــابـــة الطـمـوحـــة فقررت أن تواصــل تنميــة تلك المواهب المتعددة ، ففي العام 2009 -2010 واصلت دراستها الجامعيه ولكن هذه المره في مجال الصحافه والاعلام .... فدرست دبلوم عالي صحافة لمدة عام بجامعة صنعاء كلية الاعلام قسم الدرسات العليا ، وكانت في هذه السنة تعمل وتدرس ، ورغم هذا كله الا نها اثبتت المقوله المشهوره ( الظروف تصنع المعجزات ) وتم تكريمها من وزير الثقافــة ....

ونظرا لتفوقها في الدبلوم العالي وحصولها على تقدير جيد ، انتقلت لدراسه الماجستير وفقا" للوائح الدراسات العليا وبدأت في دراسة السمستر الاول ، ولكن مع قدوم فترة الامتحانات تم إيقافها مع 4 من زملائها بحجة انهم لا يملكون بـكـالوريــا صحافــة واعلام ، على الرغم من أن لائحة الدراسات العليا تسمح بدراسه الماجستير شريطــة أن يكون المعدل في الدبلوم العالي أكثر من 75 %.... ومع هذا لم تستلم تلك الشابه وظلت تطالب بحقها وحقوق زملائها عن طريق الاعلام من صحف وجرائد وبعد جهد جهيـــد
.
.
.
.
.
تم اقفال برنامج الدراسات العليــا^_^
بدلا من أن يتم تشجيع هذه المواهب الشابه ودعمها

ومع قدوم الربيع العربي لم ينتهي عطاء صحفيتنا المحبوبه بل على العكس كان ربيعا" عليهــا فقد تسلمت وظيفة المسئوله الاعلاميه لمشروع يتبع الوكاله الامريكيه للتنميه وبهذا كانت تعمل 12 ساعه في اليوم ، بالاضافه الى انها من اوائــل الثوار ولها عدة مقالات في هذا الجانب كما ان لها عدة منشورات ونقاشات في صفحة الفيس بوك وخصوصا جروب المجتمع اليمني ولمن تابع تلك النقاشات عن كثب سيــلاحظ دبلوماسيتها في الحوار واسلوبها المتمكن في اعطاء انطباع جيد حول ما يجول بخاطرها السياسي ، ،لكنها وفي ذات الوقت لا تقبل رأي الطرف الاخر في نقاشاتها الثوريه ، معللة ذلك بان المرحلة التاريخية التي مررنا بها تحتم علينا تحديد موقف واضح وصريح لا يحتمل التنازلات ...

. الجانب الأبرز ان رغده قامت بكتابة أول ديوان شعري ليس لها فحسب
بل يعتبر أول ديوان لفتاة يمنية باللغة الانجليزيـــة اختارت له عنوان
lost in a a fairy tale (تائهة بين طيات حكاية ) ...
وقبل شهرين تبع الديوان الشعري الأول ديوان ثاني كان عنوانه
once upon a revolution (عن ثورة ما ) ...
لتثبت للعالم بأســـرة أن المرأه اليمنيـــة ليست أقــل من غيــرهـــا
وأنــه بالطموح والاصرار والأمل مع العمل تستطيع ان تحقق حلمك...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق