صحيفة: الجمهورية
كتبت: رغدة جمال
تاريخ: السبت 14 مارس 2009
لتكن جميلة أو قبيحة فهي بلادي ، وليكن قريبا أو غير قريب فهو ابن وطني..
مثل صيني
إذا توجه احدنا لطفل يمني صغير أو مراهق يافع ليسأله ما مرادف كلمة انتماء لن يجد عنده أي اجابه.. لماذا ، لأنه لم يقرأها أو يتعلمها في المدرسة.. لم يسمعها في المنزل ..و لم يشعر بها في الشارع ، حتى يشب الطفل اليمني معتاداً على سماع كل أنواع الشتائم في حق موطنه لذا تجده دائما ناقماً حاقداً على وطنه لا يدري لماذا .. و إذا اكتشف لماذا و هو سرعان ما سيكتشفه لكثرة الفساد المتفشي فيه فلن يستطيع مسامحته أبداً..
لذا تجد حال الوطن من سيء إلى أسوأ في حين قد تتغير ردود أفعال المرء تجاه وطنه إذا نشأ على حبه فيغفر له زلاته كما يغفر الحبيب لمحبوبه ، يرى عيوبه فيغض البصر عنها.. ويظل يطالع ترابه الغالي بنظرة مِلئُها الفخر والاعتزاز محاولاً بمنتهى السبل أن يُصلح فيه ما يمكنه إصلاحه كي يستطيع أن يتعايش معه لأنه لا يستطيع أن يعيش بدونه.
لماذا لا نعطي أبنائنا دروس في الانتماء .. لماذا لا نقوم بتربيتهم على حب الوطن ، لعلى الجيل القادم يُصلح ما أفسده الجيل السابق.. في الفترة السابقة تساءل العديد من الصغار عن ما يحدث في فلسطين المحتلة لِما لم تُشر إليهم أمهاتهم أو مُدرسِيهم بأهمية الوطن الذي يُستشهد الآلاف لأجله.. لماذا لا يدرك صغارنا ثَمن كلمة (وطن) و لما لا يعي شبابنا معني كلمة (يَمن) ناسين أو متناسين حديث رسولنا الكريم "الإيمان يمان والحكمة يمانية "
تُرى إذا جاء المُحتل إلينا هل سنحارب ضده أم ترى البعض سيقوم ببيع أراضيه إليه سعيدا بمبالغ تتيح لهم الذهاب إلى بلدان أخرى، معتقدين بذلك أنهم يستطيعون الهروب من وطن يقبع بداخلهم وفي محياهم أينما ذهبوا..
حتى وان خجلنا أمام أنفسنا و أمام الآخرين فلنشر ببناننا إلى حسنات هذا الوطن لنذكر خيراته ولنفتخر بهويتنا اليمنية أمام أبنائنا - على الأقل - هكذا نزرع فيهم ما نفتقده نحن ونأمل أن يعوضوه ما لم نستطع نحن تعويضه ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق