البجعة السوداء



البجعة السوداء The Black Swan

كتابة: سينثيا مورس
ترجمة: رغدة جمال
صحيفة الجمهورية


هذه إحدى المقالات الفريدة والصعبة كتابتها. فهي عن فيلم فاتن، التمثيل فيه كان هائلا لدرجة اني لا أعتقد اني سأرى أداءً كهذا مرة أخرى. ثمثيل كهذا يذكرني بتمثيل الفيلم السبعيني (ايكوس). فيلم ممتاز، طاقم رائع في فيلم لم تكن لدي النية لرؤيته مرة اخرى، بل من الصعب مشاهدته.
ظاهرياً، يبدو الفيلم كقصة فتاة عصرية عن فتاة، ولكن ذو منعطف شرير. مزيج الراقصة المشهورة (واينونا رايدر) والمخرج المغرور (فنسنت كاسل) يعطي الباليرينا المجتهدة نينا (ناتلي بورتمان) أخيراً الدور الرئيس في باليه بحيرة البجع كالبجعة الملكة.
نينا تمثل فتاة غريبة  تُدفع نحو الماسونية، وهي بطريقة غير طبيعية قريبة من والدتها (باربرا هيرشي) الراقصة السابقة والتي تتخلى عن عملها من أجل ابنتها.  أما الآن فهي تدفعها للخطأ، وكنتيجة لذلك نينا ذو العشرينيات من العمر تعيش في غرفة مليئة بدمى الحيوانات المحشوة و راقصات الباليه و ليس لديها أية حياة خارج الباليه، حيث أي شيء أقل من الكمال لا يكون كافياً.
وأيضا دخول ليلي (ميلا كونيس) الراقصة الجديدة والتي فرضت صداقتها على نينا، ولكن لأي غرض؟
بالرغم من أدائها باحترافية لملكة البجع البيضاء ينصح المخرج نينا بإخراج جانبها السوداوي لتستطيع أداء دور التوأم الشريرة للملكة  البجعة السوداء.. (أعتقد أني الوحيدة التي رأت أنه من السخرية أن تطلب والدتها منها أن تخرج جانبها السودادوي) هكذا  تحاول نينا أن تتبع هذه النصيحة فتبتعد عن والدتها المبالغة في رعايتها بطريقة خانقة، مما يسبب لها ابتعادها عن أرض الواقع.
تبدأ نينا في رؤية بعض هلوسات ، بحيث لا نستطيع التفريق بين الموقف الحقيقي والمُتخيل، لذا أقول انه فيلم صعب مشاهدته، وفي ذات الوقت من المستحيل أن تكف عن مشاهدته.
هكذا جنباً الى جنب مع القصة الرئيسية، نلمح حياة الراقصين في عالم لا يرحمهم، بالذات أولئك الذي تعتمد وظائفهم على شبابهم وجمالهم.
(
ناتلي بورتمان) قامت بأداء رائع واستحقت كل الجوائز التي حصلت عليها بفضل هذا الدور، ولكنها ليست لوحدها، بجانبها نرى (هيرشي) بدور الأم –كما في فيلم (موما ديريست)-  بجانب صديقة صادقة - (ميلا كينوس) مؤدية دور ليلي- كعدو أو صديق؟
(
واينونا رايدر) رائعة في دور ستفتقده إذا رمشت عيناك و(فينسنت كاسل) بدور المخرج المتلاعب. مشاهد الرقص جميلة بالمقارنة مع المَشاهد المرعبة الموجودة في رأس نينا.
الآن، جاء وقت التحذير، هذا فيلم جريء جداً، سواء مع الجنس أو العنف وفيه الكثير من الألفاظ النابية. نحن لا نعرف ما هو الحقيقي وماهو الغير. أو إذا ما نشاهده يحدث فعلاً. هو فيلم محرج وبالتأكيد ليس للأطفال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق