فيلم ( الشبــــكة الاجتمـــاعيــة)



فيلم ( الشبــــكة الاجتمـــاعيــة)

كتبت - رغدة جمال
الثلاثاء 08 فبراير-شباط 2011
صحيفة الجمهورية


يتحدث فيلم الشبكة الاجتماعية عن قصة تأسيس موقع الفيس بوك ، وقد كتب سيناريو الفيلم (آرون سوركين) عن كتاب ذا اكسدينتل بليونير لـ( بين ميزرتش) ..
يبدأ الفيلم مع مشهد تخلي إحدى الفتيات عن (مارك زاكيربيرج) الطالب العبقري بعلوم الكومبيوتر، والذي نتيجة عن تخليها عنه يتوجه إلى مهجعه و يبدأ بإنشاء موقع يقوم على فكرة تقييم طالبات جامعته..يقوم بزيارة الموقع خلال أربع ساعات 22 ألف طالب مما يلفت انتباه (زاكيربيرج) وزملائه إلى استغلال ما حدث والبدء بموقع آخر يقوم على التواصل بين طلاب الجامعة و تبادل الصور و الفيديوهات و الاهتمامات بينهم البين.
وفعلاً يبدأ (زاكيربيرج) بموهبته و بمال صديقه (إدوارد سافرين) في إنشاء موقع ( الفيس بوك) الذي انتشر بسرعة رهيبة ، لذا  لم يكتف الأصدقاء بطلاب جامعة هارفرد  فحسب بل أضافوا عضوية طلاب جامعة يال و كولومبيا وبقية جامعات الولايات المتحدة الأمريكية.
يُقدم الفيلم للمُشاهد بطريقة الفلاش باك في بعض المشاهد بحيث تركز قضية الفيلم أكثر على الصراع القانوني بين (زاكيربيرج) و بين التوأم (كاميرون) و (تايلر وينكليفيس) الذي يدعّيان أن (زاكيربيرج) سرق فكرتهما في إنشاء موقع هارفرد للتواصل. و أيضاً لاحقاً بينه و بين صديقه وشريكه (إدوارد سافرين).
برغم من تقليدية الفكرة و خلطها بين المشاهد إلا أن المخرج  (ديفيد فنشير) استطاع تقديمها بطريقة سلسة للغاية مما أخرجها عن تقليديتها أو صعوبتها وأبرز موهبته التي استحقت ترشيحها لجائزة الأوسكار.
إلا أن الخلاف لا يعتمد على عبقرية المخرج (فنشير) أو الممثل (جيسي إيزنبرج) والذي ترشح هو أيضاً للجائزة عن فئة أفضل ممثل. و إنما عن جدلية حقيقة القصة التي قدمها الفيلم.
فـ(مارك زاكيربيرغ) أعلن في أحد المؤتمرات الصحفية أن الفيلم أقرب ما يكون إلى الخيال منه إلى الحقيقة، نافياً أن يكون سبب إنشائه للفيس بوك هو هجران فتاة ما له، بالرغم من انه لا ينكر هجران العديد منهن له...
يقول (زاكيربيرغ) انه “من المؤسف أن لا يؤمن القائمون على الفيلم بأن أحدهم يستطيع بناء شيء ما، فقط لأنه يحب بناء الأشياء” و يضيف ضاحكاً: أن أكثر شيء قاموا بالاهتمام به هو ملابس البطل ففعلاً كل تيشيرت ارتداه الممثل جيسي يمتلك مارك نفسه .
تعليق (زاكيربيرغ) يجعلني أفكر لماذا تم الاعتماد فقط على كتاب ذا اكسدنتل بليونير أثناء الإعداد لهذا الفيلم. فما قيمة فيلم يحكي قصة وقائع حقيقية لتأسيس أهم موقع اجتماعي استطاع التأثير على حياة عدة أشخاص، إن لم يتم تحقيق حد ما من المصداقية فيه.
لا اسعى هنا لتصديق كلام (زاكيربيرغ) تماماً فمن الطبيعي أن يحاول إخفاء بعض الأشياء التي لا يحبها في مسيرته وقام الفيلم بفضحها. إلا أن أهمية فيلم مأخوذ من حدث حقيقي أو عن شخصية حقيقية هو مصداقيتها في المقام الأول.
أما إذا نظرنا للفيلم كفيلم خيالي، و قامت الأكاديمية بتقييمه على النتيجة الفنية الذي ظهر بها، فهو بالتأكيد فيلم ممتع ومشوق احتوى على مواهب خلاقة استحقت عنه ثمانية ترشيحات لأهم جائزة سينمائية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق