مستر نوبدي: خيال طفل يواجه خياراً صعباً


الوقوف في منعطف الطرق

مستر نوبدي: خيال طفل يواجه خياراً صعباً

كتبت: رغدة جمال

الثلاثاء 08 مارس - آذار 2011

صحيفة الجمهورية



لكل فعل رد فعل، قاعدة فيزيائية تعلمناها منذ أن كنا أطفالاً، إلا اني لم أدرك أن اي فعل سواء كان مني أو من غيري قد يؤثر على تسلسل حياة شخص آخر والعكس صحيح..
نظرية أخرى جالت ببالي وأنا أشاهد فيلم (مستر نوبدي) اي ( السيد: لا أحد) وهي أن اختيارك وإن كان لشيء تافه قد يغّير مسار حياتك، وطالما لم تقم بتحديد هذا الخيار يصبح كل شيء ممكناً!
يبدأ الفيلم بقصة عامة حول آخر رجل معمر على كوكب الأرض وهو يحكي قصة حياته في لحظاته الأخيرة، تلك المقدمة التي لم يكن لها داعي لولا أن إبداع الفيلم يكمن في تطبيق نظرياته بين طيات قصة المعمر ذاته.
تبدأ القصة بـ(نيمو) الصبي ذي التسع سنوات والذي يجد نفسه أمام خيار صعب وهو اختيار أحد والديه بعد أن أبلغاه بنيتهما بالانفصال.. هناك عند محطة القطار كان واقفا بين والديه؛ بدأت لعبة الاختيارات الكبيرة تواجه ذلك الطفل.
يدور الفيلم حول الاحتمالات الناتجة عن خياره، فاذا هو اختار أن يعيش مع والدته سيواجه خياراً لاحقاً حول الإجابة بصدق على إحدى زميلاته في المدرسة (آنا) حين سألته لماذا لا ينظم إليهم بالسباحة؟ إجابته بنحو صادق معها نتج عنها رفقة وحباً ومن ثم زواج.
 أما إذا أجابها بغلظة وكبرياء الأولاد في سنه بأنه لا يريد السباحة معها ومع رفقائها فهو بذلك يحذف حياة كاملة من حياته.
هكذا نعود لنقطة البداية، ماذا لو اختار (نيمو) العيش مع والده.. نراه حينها وقد بلغ الخمس عشرة سنة كمراهق يعمل بعد انتهاء الدوام المدرسي ويعتني بوالده المريض، يجد لذته الوحيدة في كتابة قصص الخيال العلمي.. عند هذه النقطة يتعرف (نيمو) على رفيقته في المدرسة (اليس) وهي من يدور حولها خياره القادم.. فاذا رآها مع صديقها سيفر هاربا مما يسبب له حادثاً تعود أمه على إثره اليهم.
وفي حالة لم يرها، يكون بين اختيارين؛ فاذا سمح لها بالتعبير عن مشاعرها سيكتشف حقيقة حبها لشخص آخر عليه أقسم أن يتزوج أول امرأة يراها، وهي جارته (جين) والتي يعيش معها حياة رفاهية حتى تقتله المافيا.
اما إذا لم يسمح لـ(اليس) بالتعبيرعن مشاعرها فسيؤول بهما الحال الى الزواج.. بعد زواجه من (اليس) ايضا يواجه خيارين الأول حادث سيارة يؤدي الى فراق (اليس) لحياتها.
 والثاني هو أن يعيش معها بكآبتها وعقدتها الدفينة بحب شخص آخر وهو ما يؤدي في الأخير الى تركها له ولأطفالها.
هكذا نرى أن كل الخيارات تؤدي بـ(نيمو) الى الموت المبكر، كل تلك الخيارات أو الحيوات ما هي إلا حيوات حقيقية، فكل خيار يمكن أن يؤدي الى شيء آخر وسيكون معقولا.
هكذا يأخذ هذا الفيلم بفكرته العميقة المشاهد الى التفكير في الخيارات التي اتخذها في حياته، وما إذا كان قد أجاب ذات يوم على إجابة خاطئة أوصلته الى ما حال اليه اليوم.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق