تحية لذاك العسكري!




كتبت رغدة جمال
صحيفة حديث المدينة
فبراير 2011

يُعتبر العساكر في اليمن من أكثر الفئات المضطهدة. فبالإضافة لعملهم الشاق والمجهد والذي يبعدهم عن أسرهم لعدة أشهر نجد متوسط رواتبهم لا يتعدى المائة دولار..
وفي اليمن يواجهون مشكلة أخرى، فالكل ينظر اليهم بدونية متهمين اياهم بإطاعة النظام بدون اي تفكير وبالذات في الأونة الأخيرة. هكذا صارت تلك الفئة تواجه نظرات الشباب المُحتقرة لهم وصارت السمعة المرافقة لهم هي "بلاطجة النظام"
أعرف البعض منهم، وتحدثت مع الكثير منهم ،، لذا أؤمن أن أغلبهم أناس بسطاء جدا ومنهم من لايريد إطلاق النار على اخيه المواطن.
أثناء حرب صعدة شكى البعض منهم – و أوكد على كلمة البعض-  عما يتعرضون لهم لكن أحدا لم يهتم بنقل عدم رضاهم لما يحدث وعدم رضاهم لخوض تلك الحرب من الاساس،، ولم يتم حتى تعويضهم أو علاجهم بشكل مناسب بعد إصاباتهم و إعاقاتهم التي خلفتها تلك الحرب.
نرى أولاد الشهداء منهم يشحتون المال في الجوالات. و ما إن تحدث مشكلة في الجامعة، يتم توجيه اللوم مباشرة عليهم؛ بالرغم أن الأحق باللوم هي القيادة التي سلحت العسكري من الاساس والتي تلقي دائما بأخطائها نحو العسكري الذي يكمن خطأئه في تنفيذ الاوامر فقط لا غير.
مسكين هو ذاك العسكري -بالذات في هذه الفترة- فأوامرالقيادة يجب أن تُنفذ ومخالفتها يعني خيانة الوطن. هذا المفهوم يجعل العسكري يعيش تحت ضغط نفسي كبير فاذا هو وقف بجانب الشعب أو بجانب قيادته، سيجد طرف ينعته بالخائن..
مسكين ذاك العسكري الذي هو اولا واخيرا مواطن مأمور يتمنى أن يقف بجانب اخيه المواطن، و يبكي بحرقة بعد أن يوجه – مجبرا- رصاصة الى صدر شاب، متحاشيا بذلك عدم توجيهها الى صدره هو.
أحد العساكر المنضم لصفوف شباب التغيير أمام الجامعة الجديدة عبر في ورقة مكتوبة – سلمها الى يدي- عن عدة مطالب، أولا طالب بشكل عام بتحسين وضعهم المعيشي والاجتماعي والسياسي، و الاهتمام بأوضاع المحافظات اليمنية مخصصا محافظة المحويت وحجة، من ثم خصص طلبه بتحسين الرواتب العسكرية و تطوير المشاريع التنموية وتغيير كافة الوزراء الذي سببوا بأزمات الفرد الفقير –على حد قوله- لكنه أكد في ذات الورقة على بقاء الرئيس في منصبه .
لم أحاول معرفة اسمه وشددت على عدم كتابته له، لأني مازلت خائفة و مترقبة لمصير العسكري الذي أعلن – قبل ايام- عن إنضمامه الى صفوف شباب التغيير؛ إلا اني اوجه بهذا المقال التحية لكلاهما واوجه تعاطفي للبقية منهم خاصة من حمل وسيحمل ذنب دماء الشهداء منهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق